Sunday, October 24, 2004

 

قيامة الأموات

وأنا أرى بعيني إيماني
قيامة مجيدة
ونصرة أكيدة

أعرف أني في قلب هذا الآتون الذي ترى
أعرف مكاني في عمق الهاوية
نفسي هناك قابعة
من الآن
فكما أنَّ ملكوت الله داخلنا
وهو يبدأ من الآن
كذلك "جهنم" (إن صحَّت التسمية)ه

أعرف هذا السلطان الذي تلعن
أعرفه جيداً
وهو يعرفني
وقد ضحك مني كثيراً
حتى أنني كنت أجتهد وأجتهد لأستحق منه المزيد
وكأن الهلاك بعذابه
هو شهوتي ومبتغاي الوحيد

أعرف سلطان الخطيئة
لكني به أعرف سلطاناً أخراً
أعظم وأعتى
سلطان لا يُذِل وإن كان يسبي
سلطان فيما هو يحرر
تنتحر الحريَّات تفضيلاً واختياراً
حمداً وسبحاً
سلطان حب وغفران
فللحب أيضاً سلطان

وبه يتحقق ملكه فينا وعلينا
حين نعاين النور الإلهي
فيتغير قلبنا الحجري بقلب لحمي
حين نسمح للمحبة وهي ذات الله وسره
أن تتأصّل فينا كأبناء له
لنتحد في جوهره بجميع البشر
لأنه مكتوب أيضاً: من لا يحب أخاه يبق في الموت

تكمل فينا وتكتمل بنا تدريجياً مشيئته الجميلة
إذ نذكر أننا منه هو أصل الوجود
مخلوقون على صورته
من أجل شركة الحب
مولودون ثانية من الماء والروح
ممسوحون بزيت مقدس
مفديون يومياً بالدم الكريم
مدعوون لحياة فضلى
نحيا مكرَّسين مخصَّصين
خالصين مخلَّصين
شاكرين مهللين
شاهدين له بنعمته
مالكين معه برحمته
نحن غير المستحقين

و أظن هذه النيران الملتهبة التي تأكلنا يومياً
هي في آلام انفصالنا عنه
حينما ينزل الله عن عرشه
ليتمشى هو أيضاً بيننا
في جلال قدسه و بهاء مجده
وأذياله تملأ الكون
مرتضياً أن يحل في وسطنا
تواقاً إلينا أكثر من جميعهم
وليس لنا نحن الأشقياء بجهالتنا
المبيعين نعم بكامل إرادتنا
أن ننظر وجهه
أوحتى نقترب
...

و تظلّ معاركنا الزمنية مستمرة
وإن تصير متجددة كل حين متلونة
متزايدة متصاعدة
فإن الحرب محسومة أبداً
بغلبة ليست لنا
وقد أخذ الذي لنا
وأعطانا الذي له
ونحن به وحده نتحرك ونحيا ونوجد
وله مجد عتيد أن يستعلن فينا

ليفقد الزمن بعده الزمني
فنحيا ونموت
ونموت ونحيا
مرة كمرات
ومرات كمرة
في قلب الله

وأبقى أنا
على خزيي وعاري وشقاوتي
على فقري وعجزي وغباوتي
ألمس هدب الثوب
أترجّى فتات البنين
وأؤمن بقيامة الأموات
أؤمن بقيامة من الأموات
وأؤمن بقيامة للأموات
الأرواح منهم والأجساد

Comments: Post a Comment

<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?